مهرجان الوليمة للطعام السعودي بين الوصفات المميزة والنقاشات المؤسسية

 

 

 

 

يعد مهرجان الوليمة للطعام السعودي حاليًا بمثابة أهم حدث سعودي متخصص في عالم فنون الطهي نظرًا لما يتناوله في موضوعاته من تنوع عروض المأكولات وتعدد الأنشطة الترفيهية المكملة له والتي تعبر عن تراث ثقافي عميق ومتجذر في التاريخ. كما يعتبر مهرجان الوليمة للطعام السعودي بمنزلة مسرح يعرض نكهات ومذاقات وتراث المأكولات في المملكة العربية السعودية، وفي الوقت نفسه، هو بمرتبة مركز ثقافي يحتضن في أرجائه معروضات الحرف اليدوية وعروض الموسيقى التقليدية والرقص وغير ذلك الكثير.

الهدف من وراء المهرجان هو تقديم الثقافة السعودية وقيمها سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي، مما يعزز جهود هيئة فنون الطهي التي التزمت دائمًا بالترويج للطعام السعودي باعتباره تراثًا وطنيًا، ولكن هناك هدف أسمى وهو الارتقاء بالمملكة المملكة العربية السعودية كوجهة سياحة عالمية لأولئك الذين يحبون المطبخ والطعام المميز. ومواكبة للتطورات الأخيرة أصبحت المملكة قادرة واقعياَ على تقديم فرص واعدة في مجال تقديم المأكولات، لذلك تقوم هيئة فنون الطهي بتشجيع شباب البلد المهتمين بالانخراط بهذا القطاع على تحويل هواياتهم أو شغفهم في هذا المجال إلى أعمال تجارية حقيقية ومشاريع بعيدة النظر.

في سياق هذا الحضور القوي والتخطيط المكثف، شاركت ALMA، بناءً على دعوة من وزارة الثقافة، في هذا الحدث، حيث قامت لجنة فنون الطهي بتوفير مكان لعروض مدرسة ألما ونظمت ورش وفصول دراسية وبرامج للحديث. يأتي ذلك لأن ألما تعد في المقام الأول بمثابة سفير للمطبخ الإيطالي، وهنا تهدف ألما لنشر المعرفة والوعي بين الشعب السعودي حول حقيقة العلامة التجارية ’’صنع في إيطاليا‘‘ واعطاء المساهمة القيمة لإثراء الثقافة الغذائية في هذا البلد. ومن جانب آخر تقوم ألماً، كمؤسسة تعمل في قطاع التدريب، بالعمل على صقل الثقافة الغذائية السعودية في مجال تقديم المأكولات وتعزيز الاهتمام بالمواد الأولية المتوفرة في البيئة وتطبيق أحدث التقنيات المبتكرة في هذا المجال.

من أجل هذه المناسبة، أقام شيف ALMA فاليريو كابري عرضًا توضيحيًا خصصه لتقديم واحد من أشهر الأطباق الإيطالية المحبوب تناوله خارج إيطاليا وهو الريزوتو، الذي تم تقديمه في نسخته المعروفة باسم ’’آلا بارميجيانا‘‘ حيث يكون جبن البارميجيانو ريجيانو والخل البلسمي من مودينا ذو المنشأ المحمي أحد أهم مكوناته. كان في ذلك تكريماَ لبعض المنتجات الأكثر تميزًا في وادي الطعام الإيطالي وبشكل خاص منطقة إميليا رومانيا. خلال ورشة العمل هذه قام الشيف بشرح الوصفة خطوة بخطوة وتناول ذكر خصائص المكونات الفردية، وتوبع ذلك باهتمام كبير من قبل المحترفين وغير المتخصصين على حد سواء، حيث جذبتهم ليس فقط روائح النكهات وفواحها ولكن أيضًا طريقة عرض بعض التكات وأسرار بعض الخطوات الفنية.

في مكان العرض الخاص بألما (Business ALMA) قام الأفراد المشتركين من قبل المؤسسة بإحياء مجموعة من المناقشات والموائد المستديرة التي تناولت الحديث وعقد المقارنات بين الوجبات المتأنية (slow food) والوجبات السريعة (fast food)، كما تناولت هذه النقاشات المواضيع الدائرة حاليا بخصوص الاستدامة ومراكز الفكر المخصصة للإبداع في مجال عالم الغذاء: حيث قامت مسؤولة العلاقات الخارجية كانديدا ديليا بتبادل الأحاديث والتفاعل مع المؤسسات والصحفيين والشخصيات التي تلعب دوراَ في عالم تقديم المأكولات والمشروبات، وهي لم تقم فقط بذلك بل شاركت في طرح ومناقشة رؤى جديدة ووجهات نظر مستقبلية يمكن أن تعود بفوائد متكاملة ومتبادلة في مجال التعاون المثمر بين إيطاليا والمملكة العربية السعودية.